أعمدة

شرط الحطَّاب و خجل المريخاب

أوتاد
أحمد الفكي

ما أبشعها من صفةٍ ذميمة تصبح عاراً في جبين من يرتكبها .. إنها الخيانة بكل معانيها في أنواعها المتباينة أيٍّ كانت في المال و الوطن و العِرض لتتدرج في سُلُّمها إلى الخيانة العظمى.
الخيانة نقيض الأمانة .. و الأمانة المقصود بها الطاعة و ما يتعلق بأداء العهود بين البشر و إقامة العبادات من صلاة و زكاة و صيام و امر بمعروف و نهى عن منكر و ما يقابلها من ثواب في الأداء و عقاب في الإخلال و حملها ثقيل قد عرضها الله على السموات و الأرض و الجبال فما كان منهم إلا الإعتذار اللطيف بالرفض و الإشفاق من حملها لأنهم مسخرين للعبادة لا بعصون الله ما أمرهم ، فما كان من الإنسان الظلوم الجهول إلا أن يحملها ، و هذا ما وجدناه في الذكر الحكيم في قوله تعالى : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) 72 الأحزاب .
طباق الأمانة الخيانة التي شرب كأسها ََمليشيا الدعم السريع المتمردة التي وجدت ضالتها في نادي المريخ دون أن يعلم جمهوره ما كان مخطط له من تدنيس كيان ذلك النادي الكبير ، فتم رسم المخطط منذ معسكر المريخ ببنغازي و إقامة مبارياته الإفريقية الموسم الماضي بها ، مروراً بزيارة نجل حفتر و منحه الرئاسة الفخزية ، ثم خديعة النجيلة التي إنقلبت إلى ذخيرة لتضرب العاصمة و جمهور المريخ قد أصابته الصدمة و أنعجم لسانه جراء خيانة مجلس إدارة ناديهم ووضع يدهم مع مليشيا التمرد و استغلال إستاد المريخ ليكون مستودعاً لسلاح المليشيا المتمردة ، فما كان من المربخاب إلا الخجل عندما يتحدث الهلالاب عن الوطنية و الدفاع عن الوطن .
لا شك أنَّ جمهور المريخ غير راضٍ عما اقترفه مجلس الإدارة رئاسة أبو جيبين من خيانة عظمى تجاه الوطن .
* آخر الأوتاد :
يُحكى أنَّ جيشاً أراد أن يغزوا مدينةً و على مشارفها شاهد قائد الجيش شيخاً حطَّاباً و بجواره غلاماً ، فاستوقفه الجيش و سأله القائد عن مدخل و مخرج المدينة و بعض معالمها حتى يسهل له غزوها، فقال له الشيخ : لن أخبرك إلا بشرطٍ واحد .
قال له القائد ما هو شرطك؟
قال الشيخ : أن تقتل هذا الغلام !!!!!!
فما كان من القائد إلا أن قتل الغلام ، ثم قال للشيخ : هيا أخبرني عن هذه المدينة .
قال الشيخ : لن أخون أهلي و مدينتي ولن أخبرك.
قال القائد : لماذا طلبت مني قتل الغلام إذاً؟
قال الشيخ الحطَّاب : هذا الغلام هو إبني ، إذا قلت لكم لا أخبركم عن المدينة سوف تقتلوني ، و من ثم سوف تسالون الغلام وهو دون شك سيصببه الخوف جراء ما شاهده من قتلي َ و سوف يخبركم .
صافح قائد الجيش الشيخ الحطَّاب ونادى في جنوده لن نغزوا هذه المدينة و أمرهم بالرجوع لأنَّ فيها من يحبونها و لا يعرفون للخيانة طريقاً .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى