أعمدة

البعاتي الذي لا يعرفه أحمد طه

 

أوتاد
أحمد الفكي

في البدء نستمتع بترديد أيقونة لسان الشعب السوداني : جيشٌ واحد .. شعبٌ واحد .
في اللقاء العابر الذي أجراه المذيع أحمد طه عبر قناة الجزيرة مباشر في قطر مع سفير السودان لدى ليبيا الأستاذ إبراهيم محمد أحمد ، وقد سأله المذيع عن حميدتي ، وحتى يظهر المذيع بثوب الحياد لم يقل له المتمرد ، فكانت إجابة سعادة السفير شافية و كافية حيث قال له حميدتي مات .. الله يرحمه . فكانت الدهشة قد عقدت حاجبي المذيع فلم يصدق ما قاله سعادة السفير ، فظل يردد عليه السؤال وفي كل مرة لم تتغير إجابة السفير بأنَّ حميدتي قد هلك و مات و شبع موت ، فكان السؤال الأخير من اامذيع أحمد طه : ماذا لو ظهر حميدتي مرة أخرى .؟ فقال له سعادة السفير في هذه الحالة يكون بعاتي. فكانت الدهشة قد أطلت بوجهها مرة أخرى على وجه المذيع ( يعني إيه بعاتي .. أنا موش فاهم إيه يعني بعاتي )
إليك أحمد طه ما هو البعاتي ، وقبل أن أسرد إليك الأسطورة دون شك قد يكون الإخوة السودانيون الذين يعملون في قناة الجزيرة القطرية قد شرحوا لك معنى البعاتي . و من منطلق البحر لا يرفض الزيادة إليك هذه الرواية التي تحكي من أين جاء البعاتي وهي أسطورة من الأساطير التي تقع في جُب الخزعبلات و الخرافة وهي حصرية للشعب السوداني دون غيره
يُقال إنَّ رجلاً كانت له بنت صغيرة و أراد السفر إلى مكان بعيد ولا يستطيع أخذ إبنته معه ، فعلم أنَّ في القرية رجلاً صالحاً مشهود له بالأمانة ، ذهب إليه و أخبره بسفره و أنَّ لديه بنت صغيرة لا تستطيع السفر معه فطلب منه أن يتركها معه حتى يعود من سفره ، وافق الرجل الصالح على طلب والد البنت ، و سافر الرجل و بعد مدة من الزمن عاد الرجل من سفره و ذهب للرجل الصالح كي ياخذ صغيرته ولكن كان أمر الله قد نفذ و توفيت الصغيرة في غياب والدها ، و أخبره الرجل الصالح بوفاة البنت و لكن الرجل لم يُصدِّق و ظل يُطالب بالبنت، فاخذه الرجل الصالح إلى قبر الصغيرة وقال له هذا هو قبر بنتك قد تم دفنها هنا . ولكنَّ الرجل أخذ بتلابيب الرجل الصالح مطالباً بإحياء البنت ، فسأل الرجل الصالح الله أن يُحيي له البنت و هنا كانت المفاجأة عندما إنشق القبر وخرجت الصغيرة و حضنت والدها فقال له الرجل الصالح : جعلناها لك من تَرب البِنية (تصغير بنت ) َ من ذلك الوقت كل من يموت من نسل تلك البنت بعد ثلاثةأيام من موته يقوم بعاتي أي يعود مرة أخرى للحياة.
و كما قال سعادة السفير إلا يكون قام بعاتي أي من نسل ترب البِنية .
* آخر الأوتاد :
في السودان بعض الذين يمتازون بالسخرية يطلقون على الشخص الدميم لقب بعاتي .
من طرائف الفنان الراحل عبد العزيز محمد داؤود أنه في منتصف السبعينيات و أوائل الثمانينيات الميلادية ظهرت السيارات البرينسات ( البوكس بالسوداني و الونيت بالخلبجي ماركة داتسون و تويوتا ) كوسيلة للمواصلات العامة في كل ولايات و مدن و قرى السودان وهي تمتاز بالسرعة، وقتها كان ظهور عدد من الفنانين أمثال عبد العزيز المبارك و نجم الدين الفاضل و محمد سلام و مجذوب اونسة و عز الدين عبد الماجد و عثمان الأطرش و مصطفى سيد أحمد وقد ملأوا الساحة الفنية إنتشاراً و كان منافسهم في الحضور الفني الفنان الكبير عثمان حسين . في لقاء إذاعي مع الفنان عبد العزيز محمد داؤود سُئل عن ظاهرة البرينسات الفنية ، وكما هو معلوم للجميع سرعة بديهة أبو داؤود فكان رده للمذيع : إنت في البرينسات دي ولا في البعاتي القام ده . كناية عن فترة ركود فني اصابت الفنان الكبير عثمان حسين ثم عاد بقوة و سحب البساط من الجميع .
رحم الله جميع الموتى من شهداء قوات الشعب المسلحة و المواطنين وعاجل الشفاء للجرحى منهم .
اللهم أنصر جيشنا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى