أعمدة

بتقولي لا

أوتاد
أحمد الفكي

في إحدى المناسبات الإجتماعية التي أقيمت في منزل الأخ عليش محمد سليمان على شرف شفاء الأخ العزيز مصطفى محمد علي الرئيس الفخري المستدام لرابطة مشجعي المريخ بمدينة حائل ، جلس بجواري الأخ الدكتور الفاضل اسم على مسمى الفاضل أحمد طه ، إختصاصي الأشعة من أبناء شرق النيل و هو أحد الكوادر الطبية الفذة التي كتب الله أن يكون مغترباً . لا أريد أن أقصم ظهره فهو إنسان سوداني نبيل ملئ بالمروءة و الشهامة وحب الخير للآخرين، بسماحته المعهودة نظر في وجهي وقال لي بلهجتنا الدارجة : عينك دي ما لا حمراء بقت مريخابية ولا شنو ؟ قلت له ملتهبة شوية . وقتها اتصل على زميله إختصاصي العيون لأخذ موعد لي معه. فكان رد الزميل أنه في الحج، فقال لي و لا يهمك بكرة نتقابل في مستشفى الملك خالد بحائل قسم العيون و قد كان و عمل الواجب وزيادة. و هو كان صائم اليوم السابع من الأيام المباركة من شهر ذي الحجة وهي العشر الأوائل التي هي أفضل أيام السنة و قد أقسم الله بها في سورة الفجر (وَٱلۡفَجۡر ۝ وَلَیَالٍ عَشۡرࣲ) .
بعد ذلك أصرَّ د/ الفاضل أن يذهب معي إلى منزلي لإعطائي بعض العلاجات التي تحتاجها العين و من ثم دارت بيننا دردشة عامة حول الأوضاع التي يمر بها سوداننا الحبيب و من ثم إنتقلنا لعادات بعض القبائل السودانية، طبعاً أخي د/ الفاضل ينتمي لقبيلة البطاحين و من باب المكاواة و المناكفة البريئة قلت له الشيخ فرح ود تكتوك حلَّال المشبوك وهو عنوان الكتاب الذي ألَّفه الطيب محمد الطيب ، الذي تناول فيه أقوال و حِكم الشيخ فرح ، فمن ضمن ما جاء من أقوال الشيخ فرح : (أنا بطحاني من غير شكوك منكم و باري منكم) فضحك د/ الفاضل حتى إستلقى على قفاه .
فجأة سألني الظاهر أهلكم ديل يتزوجوا واحدة فقط .؟ فقلت له أهل أبوي كلهم مدبلين و عندنا عمنا المبارك حامد الحبر تزوج أكثر من سبعة وقبل وفاته الظاهر في حباله أربعة ( والد الفنان عبد العزيز) فقال لي يا سلام الفنان عبد العزيز المبارك ” طيَّبَ الله ثراه” أخوك ود عمك .؟ قلت له : نعم ، فقال لي هل تعلم الفنان عبد العزيز المبارك هو فناني المفضل و أمتلك كمية من أشرطة الكاسيت التي تحوي أغانيه ولي طرفة جميلة حدثت لي بخصوص أغنية بتقولي لا. فحكى لي قصتها و باختصار شديد قال لي في يوم من الأيام في مدينة الرياض دخلت محطة بنزين كي أعبِّي السيارة (فُل) وكان عامل المحطة سوداني ووقتها كنت رافع صوت المسجل و أغنية بتقولي لا بصوت الفنان عبد العزيز المبارك ، و عندما فرغ العامل من التعبئة و أردت أن أعطيه حسابه ، حلف الراجل أن يأخذ تكلفة البنزين بسبب أغنية بتقولي لا، فقال له لقد أعدت عليَّ ذكريات و شجون ولي فترة من الزمن لم اسمع بتقولي لا، فما كان مني إلا و أن حلفت عليه أن يأخذ حسابه كاملاً دون نقصان.
* آخر الأوتاد :
في بلاد الغربة الأغنية السودانية لها مفعول عجيب ، وها هي ادناه بتقولي لا للشاعر عثمان خالد التي ابدع فيها الفنان عبد العزيز المبارك :
بتقولي لا بتقولي لا
لقليب عليك يقطر حنان ويدوب وله وبتقولي لا لقليب رهيف ماأظن لا لا
بيحملا
بتقولي لا يا بهجة يا يا غالية يا يا مذهلة
وحيات شبابك شفت في عينيك حنان ومغازلة
سافرت في رحلة مشاعر ملهمة ومتاملة شفت الورود من وجنتيك غيرانا جات متوسلة
وحتي القمر غاب من صفاك واصبح يردد في الصلاة وجاك المساء وادَّى الفروض
داعب شفايفك وغازلا شال لون جميل من وجنتيك مسح خدودو وجملا واصبح يلملم في النجوم ينظم
عهودو ويغزلا طرز لجيد احلي العهود وتقولي لا انا بيك بدغدغ في القلوب يا حلوة احرف واستلى
أملاها رقة ودندنة عيناك حنان ومبادلة أنا بيك لو قلبك يحن عالم يجن من الوله اسقيك حنان
ما اظنو كان في الدنيا او كانت صلة و وازرع هواك وادلله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى