من السبت إلى السبت
كمال حامد
** كارثة السيول و الفيضان التي تحل بنا هذه الأيام ارجعتني بالذاكرة لما حدث لنا و لأهلنا في العام ١٩٨٨م، و التي اتفقوا وقتها بانها الأكبر من فيضان ١٩٤٦م الشهير، و قبل أن اخرج ما تبقى من ذاكرتي، ساتوقف للترحم و قراءة الفاتحة و سورة الإخلاص لروح الرجل الامة شيخ العرب الدكتور عمر نور الدائم رئيس لجنة متابعة كارثة ١٩٨٨م و رئيس لجنة الإغاثة و رفع الضرر عن المتأثرين، و كان وزير المالية وقتها.
** في تلك الفترة كان اهتمام الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية كبيرا، و وجه خادم الحرمين الملك فهد يرحمه الله الدعوة لجلسة خاصة لمجلس الوزراء تقرر فيها حشد كل الجهود الرسمية و الشعبية من اجل السودان و تكونت لجنة عليا للدعم برئاسة أمير منطقة الرياض سمو الأمير سلمان، و انطلاق طائرات الإغاثة و أضخم جسر جوى.
** حملت الطائرة الأولى اكبر وفد اعلامي من كافة الأجهزة باشراف مباشر من وزير الاعلام السعودي الدكتور محمد عبدة يماني، و شاركت الشركة السعودية للابحاث و النشر المالكة لصحف الشرق الأوسط المجلة، سيدتي المسلمون، عربنبوز و الرياضية بمندوببن هما الاستاذ وهيب غراب و شخصي الضعيف رغم انني كنت وقتها رئيسا لتحرير صحيفة الرياضية،
** وجد الوفد الاعلامي استقبالا في الخرطوم و اشرف على راحته و تسهيل مهمته وزير الاعلام الاستاذ عبد الله محمدا حمد و السفير السعودي بالخرطوم الاستاذ مبارك بن ثابت القثامي.
** تحملت مسؤولية مضاعفة مع الزملاء الذين كانوا في حالة مزاح متواصل حين تسلمت بطاقة التغطية من الاعلام الخارجي بأنها تشير بأن حاملها صحافة اجنبية و منهم من قال (حليلك يا زول صحافة اجنبية في المملكة و في السودان).
.** ترحمت و اترحم على الدكتور عمر نور الدائم، فقد كان يتلقى التقارير و يوجه بالأولويأت، بدون مجاملة، و كنت حلقة وصل بينه و الزملاء الإعلاميين الأجانب، و كان رغم مشغوليلته يعقد مؤتمرا صحفيا يوميا، و لا يعرف للراحة طعما الا من سويعات يقضيها في السرير الملحق بمكتبه،
مرة طلب مني جمع الإعلاميين الخليجيين، و قادنا إلى مطار الخرطوم، حيث يتراكم ما يشبه الجبل من الوجبات الجاهزة و قد فسدت، و علق للأخوة بلهجته البسيطة (قولوا لاهلكم ما دايرين اكل جاهز و نحن في السودان ما بموت مننا زول بالجوع، كتر خيركم بس ارسلوا لينا أدوية و امصال و خيش لعمل ردميات) و ابلغوه باعجابهم بصراحته و و وضوح عباراته.
** حينما اسمع بوصول ما تحمله طائرات الجسور الجوية هذه الأيام اسأل نفسي بأن كان من يقوم على الاستلام و التوزيع مثل الدكتور عمر نور الدائم، و امس سمعت بأن الدولتين الخليجيين الكبيرتين اعلنتا عن تكليف ممثليهم بالمهمة.
المايسترو
** فقد السودان ابنا بارا من أبنائه الرياضيين ذوي الموهبة و الاداء الرفيع و السلوك القويم داخل و خارج الملعب.
**مات المايسترو يوسف مرحوم تاركا افضل سيرة على الإطلاق لمستواه الكروي الذي وصفه ألمرحوم الريس عمر عبد التام شيخ الصحافة الرياضية بأنه يدخل الملعب لا ليركل الكرة او يحقق الفوز إنما هو فنان يرسم اللوحات علي المستطيل الأخضر.
** عرفته اكثر في الاغتراب مدربا لنادي التعاون بمنطقة القصيم السعودية، و لا يزالون يذكرونه بالخير و يتحدثون عن أخلاقه التربوية العالية.
** بالأمس اسهب المتحدثون عن سيرته العظيمة وسط الدموع و الانفعالات و الدعوات و أعجبني منهم الأخ الدكتور معتصم جعفر رئيس الاتحاد العام الذي أعلن عن إطلاق اسمه على قاعة اللعب النظيف باكاديمية كرة القدم.
** امس كدت اترحم على برنامجنا الخالد عالم الرياضة بالتلفزيون القومي و تابعت الدقائق الأولى من البرنامج و قد اختفت فقرة لمسة وفاء لمن نفقدهم من الرياضيين،اتمنى ان تكون ملاحظتي خاطئة لأنني لم اتابع كل البرنامج و لمعرفتي بالأخ الزميل رضا مصطفى، و حرصه الشديد ورحم الله المايسترو يوسف مرحوم.
**، تقاسيم، تقاسيم
** ارسل لي صديق قصاصة من تعليق للزميل الكبير الاستاذ ضياء الدين بلال وهو يناشد بضرورة إنقاذ اهله في المناقل و هذا واجب و من حقه و لكن ما ليس من حقه ان يستنكر و يستكثر حجم الدعم لمنكوبي ولأية نهر النيل، و علق من ارسل القصاصة (بأن اهل نهر النيل محسودون حتى في نكباتهم) و علق اخر بأن الكاتب لماذا لم يستنكر ملايين الدولارات المخصصة لأهل دارفور من عرق أهالي نهر النيل و الجزيرة )
** الكوارث الكبيرة التي حلت باهلنا في المناقل ونهر النيل فهي الجانب المظلم من الكارثة و تاثرنا لدرجة اننا لم ننظر للمكان المضئ هذه المرة إذ نجا أهلنا في شرق النيل و الشمالية بسبب نجاح الاحتياطات التي شيدوها العام الماضي و اسهمت في تقليل خسائر مناطق منها مرابيع الشريف و الخليلة و هما من أبرز خسائر الأعوام الماضية.
** هل يتذكر احد ان أبرز علمائنا ممن يضرب بهم المثل في إجادة اللغة الانجليزية و اقصد البروف عبد الله آلطيب و الاستاذ آلطيب صالح، ان. نطقا بكلمة انجليزية واحدة في مخاطباتهما او برامجهما و مقارنة ذلك بمن يملاؤون رؤوسنا بكلمات انجليزية، و حتى بعض زملائنا الإعلاميين، بصورة تجعلك تقسم بأن هذه الكلمات هي كل ما يعرفونه من لغة الفرنجة.
** عادت شخصية الضابط الإداري التنفيذي للواجهة و ذكرتنا بالخدمة المدنية السودانية الحقيقية، و ذاك من خلال أداء بعض الولاة و مديري المحليات من الضباط الاداريين، و من هؤلاء والي نهر النيل لسيد محمد البدوي ابوقرون و والي الخرطوم السيد أحمد عثمان حمزة و ربما غيرهما.
** شكرا لمن صححني بانني لم اذكر السيد احمد الشايقي حين اشدت بمن دعموا قناة نهر النيل الفضائية، و لم أكن أعلم أن الشايقي منهم، بل هو من وفر معظم او كل الأجهزة الحالية كما ذكر من صححني و على ذمته.
