مقالات

أمل بطرس تكتب:يا أهل الله لماذا تريدوننا أن نتمسك بالقشور وأن من يتعمق في العلم كأنما يتحدى الله

بقلم/امل بطرس

توقفت أمس عن الكتابة خاتمة مقالي بأن غدا سوف أتحدث بتفصيل اكتر عن كاتب المقدمه ، و الحمد لله جاء أمس و نحن بكامل قوانا العقليه و الذهنيه،. حينما ذهبت للعم جوجل و بمجرد أن وضعت إسم كاتب المقدمه خرجت لي نتائج قليله و اضح منها أن هذا الكاتب ليس معروفا في الوطن العربي، برغم أهميته شأنه شأن كل إنسان مثقف في وطننا العربي، شأنه شأن أي شخص متعلم و لكن ليس له ظهر أو توجهه الديني و السياسي لا يتماشي مع الاغلبيه من المجتمع، و كالعاده هنا تكمن المأساة في الدول العربيه .
كاتب المقدمه شخص أسمه و سأكتب اللقب قبل أسمه لإعجابي به هو الدكتور سمير حنا صادق ، الذي يضع أسمه على كتبه مجردا من لقب دكتور على الرغم من أنه
نال درجة الدكتوراه في فلسفة العلوم الطبية من جامعة لندن، وهذا الشيء الشيء أكد لي أن العظماء فعلا دائما ما يكونون في قمة التواضع و لا تهمهم الألقاب في شيء لسبب بسيط وهو أنهم يعرفون قيمة أنفسهم، غير هذا فأن المرحوم سمير حنا صادق كان أستاذ بكلية الطب جامعة عين شمس والرئيس الأسبق لأقسام الباثولوجيا الإكلينيكية بكلية طب جامعة عين شمس و مقرر لجنة الثقافة العلمية بالمجلس الاعلي للثقافة.
و فاز كتابه “عصر العلم” بجائزة أحسن كتاب عن العلم في المعرض السنوي للكتاب لمناسبة اليوبيل الفضي للهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1992، وغير هذا فهو كان عضوا في شعبة الخدمات الصحية والسكان بالمجالس القومية المتخصصة و أيضا حصل على زمالة الكلية الملكية للباثولوجيين بإنجلترا،. و الآن طبعا أتضح للجميع لماذا نال شرف كتابة المقدمه لكتاب علمي مهم مثل كتاب أصل الأنواع و حينما بحثت عن مؤلفاته وجدت الآتي:

١- كتاب دردشه في العلم ، و هذا الكتاب يتحدث فيه الكاتب عن الخرافات و أثرها في المجتمع و شارحا فكرة كيف ان العلم يؤثر في حياة الشعوب تأثير العلم في حياة الشعوب و كيف غير العلم التاريخ البشري.
٢- كتاب نشأة العلم
٣- كتاب العلم في مكتبة الإسكندرية
٤- كتاب حكايات عالم عجوز
٥- كتاب بين العلم و الدجل
٦-كتاب العلم و مستقبل العالم
٧- كتاب العلوم الطبيعيه
٨- كتاب نشأة العلم في مكتبة الإسكندرية القديمه
٩- كتاب العلم و البابولوجيا عندما ضم العلم البابولوجيا تحت رايته
١٠- كتاب عصر العلم
١١- كتاب رحلة البيجل الرحله التي أرست قواعد البيولوجيه

كل هذه الكتب العلميه وقليل جدا من سمع عنها و من فرأها ، و تعجبت لماذا كتب مثل هذه الكتب لا يتم إدخالها ضمن المنهج الدراسي بدلا عن المناهج الموجوده اليوم و التي أخرجت لنا أجيال و من ضمنهم جيلي لا نعرف شيء غير أمور الدنيا فقط،. جيل لا يلفت نظره عنوان كتاب أو فيديو مالم يكون أمامه كلمة فضيحه، جيل يجري وراء التفاهة التي أصبحت في متناول الجميع و الإعلام نفسه أصبح إهتمامه بالتفاهات و نشر خصوصيات العالم بالظبط مثلما حدث في حوادث القتل الاخيره و سمعنا من إعلاميين كبار العجب العجاب ،. و أصبح الإعلام منصة للفضايح و كشف أسرار البيوت و نميمه لا تغني و لا تشبع من جوع و الأهم لا تقدم أمه .
من وضع في أذهان العالم العربي خاصة النشء و الشباب إن قراءة تلك الكتب كفر و إلحاد و يجب تجنبها؟! ،. و لماذا يتجنبها الناس؟! هل لأن رجال الدين يخافون من أن يلهث الناس وراء هذه الكتب العلميه و حجتهم بأن لا يبتعد الناس عن الله الذي هم أنفسهم بعيدين عنه كل البعد؟! لكن العيب يأتي من الناس أيضا التي لا تستعمل عقولها و ترفض أن تفكر لأنها ببساطه تبرمجت على الخوف،. الدين له أختصاصه و العلم له أختصاصه و لا أفهم لماذا بعض المتدينين يريدون إقحام الدين في العلم و خلطهم معا ، لماذا يخافون العلم و لماذا يصرون بأن العلم لديهم هم فقط حتى لو كان هذا غير صحيح و يتعارض مع الواقع الذي نعيشه كل يوم ،. الواقع الذي أصبح فيه الحقيقه العلميه واضحه كوضوح الشمس لا يقدر أحد من أن ينفيها أو يقلل من شأنها ؟! ولماذا يريدون أخد القشور من العلم فقط و أن من يحاول أن يتعمق في العلم كانما يتحدى الله؟! و نحن نعرف تماما ان لا حدود للعلم، و الغريب في تعليق قرأته لشخص بأن احد علماء المسلمين توصل الى نظريه أو شيء من هذا القبيل و كأن هذا ما يثبت الإعجاز العلمي في القران، و تعجبت في نفسي بأنه إذا كان إنجاز شخص هو دليل على الإعجاز العلمي في ديانته لأعتنق الناس الدين اليهودي أفواجا و الدين المسيحي أفواجا لأن معظم العلماء و المخترعين و الحاصلين على جائزة نوبل من هاتان الديانتين، أو على الأقل كنا قمنا بزياره لليابان لزيارة المعابد البوذيه هناك بسبب الإعجاز العلمي في اليابان ، يا أهل الله دعونا نفكر بالمنطق ، لا أدري متى سنستيقظ من حالة الغيبوبه هذه و نفكر تفكير علمي و نصحح من مفاهيمنا و نكافح من أجل التنوير و من أجل خلق أجيال تفكر تفكيرا علمي و منطقي و كفى ما صابنا و صاب بلادنا من جراء جهلنا و أخد قشور من العلم نكتفي بها و ياليت العلم بل المنطق نفسه معدم،. حتى المتعلمين تجدهم محصورين في تخصصهم فقط غير مبحرين في العلوم الأخرى،. و للأسف جيل يسلم جيل و ندور في دائره مفرغه بل نهاية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى