تقارير وحوارات

آآآه ياحسن..هددوا والده وكان اسمه مدرج ضمن قائمة المطلوبين للتخلص منهم

بقلم / بابكر عثمان

حسن علي، تقول معلوماته الشخصية إن والده المدرس ،علي احمد الحسين من قرية يطلق عليها (ابوكبيدة ) جنوب الباوقة ووالدته نادية مجذوب . من منطقة القدواب الشهيرة في مدينة بربر حيث ان جدها لامها هو ( شيخ الحاج عبدالله، رائد التعليم في ولاية نهر النيل خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي)

آما حسن نفسه فقد كان طالبا متفوقا في دراسته، التحق بكلية الهندسة بجامعة النيلين قبل نحو ثلاثة أعوام ليدرس الاتصالات ، تقيم عائلته في منزل متواضع في قرية جادين ضمن منطقة الصالحة شمال أدرمان ، كان يمكن لحياته ان تسير برتابة ولكن هذا الشاب النابه أراد الا تكون حياته رتيبة في بلد ينتفض للتخلص من بقايا الحكم الديكتاتوري المستبد ، فبدا لأجهزة الامن المتربصة بالنابهين والناشطين أن هذا الولد النابه اصبح مثيرا للإزعاج، وذلك من خلال دعوته للتظاهرات وحثه لأقرانه بالخروج فيها ، ويبدو ان اسمه ادرج ضمن المطلوب التخلص منهم.

ظهر في بعض الفيديوهات في صفحته على الفيسبوك وهو يودع أهله وأصدقائه قبل يومين من مليونيه ٣٠ يونيو ، فيما اقسمت والدته انها ( غير عافية منك اذا خرجت اليوم ) ولكنه خرج في ذلك اليوم ليس عصيانا لأمر والدته ولكن لمعرفته ان أمر والدته ينبع فقط من عاطفتها الجياشة، وهكذا هن أمهات المتظاهرين ، لم تشذ منهن الا السيدة أسماء بيت ابي بكر الصديق ، عندما جاءها ابنها عبدالله بن الزبير رضي الله عنه وقد حاصر الحجاج بن يوسف ( المجرم ) المدينة المنورة ، فقال لها يا أماه أخشى إن قتلت أن يمثلوا بجثتي ، فقالت له مشجعة (ماذا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها ) ، فودع أمه وخرج لحتفه.

أما ابننا حسن علي,والبالغ من العمر عشرين عاما فقط، والمواظب على الخروج في جميع التظاهرات السابقة، فقد خرج الى حتفه وقد تذود بإيمان عميق أن هؤلاء القوم سيقتلونه هذه المرة ، فقد وردت لأبيه تحذيرات من أجهزة الامن بمنعه من الخروج.

كان يحيط به عدد من اقربائه وأصدقائه بقرب كبري ام درمان المغلق بالحاويات، واعداد غفيرة من الشباب تحاول إزاحة تلك الحاويات.

كانت الساعة تشير الى الرابعة عصرا وقد انهك التعب رفاقه وبعد أخذ و رد استجاب لطلب رفاقه بالعودة الى البيت، فأعطى ظهره للقوات الأمنية والتي يبدو انها لمحته في تلك اللحظة فصدر القرار بأطلاق النار عليه، فاخترقت الرصاصة مؤخرة رأسه لتفجر ذلك المخ الكبير، فسقط على الأرض مضرجا بدمائه، ليترك والدته في حالة ذهول وهي تردد جملة واحدة ( قتلوا ابني النابغة )

لقد قتلوا في ذلك اليوم 9 من الشباب، يجمع بينهم ضمن أشياء أخرى، نبوغهم في دراستهم الجامعية وقيامهم بحشد الناس لمعارضة الحكم العسكري المدعوم من الفلول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى