أخبار
أخر الأخبار

حزب بناء السودان يناشد القوات النظامية عدم التعرض للمواكب السلمية ويرفض قرار الحرية والتغيير بوقف مسار التفاوض

#بيان

“متلازمة دولة السودان”

نراقب في حزب بناء السودان بقلق شديد مجريات أحداث المشهد السوداني الحالي وبكامل الحزن والأسى نعزي مجددا وندعو أن يتقبل الله شهداء مظاهرات شعبنا الصابر ونرسل مواساتنا ودعواتنا لجميع أسرهم بالصبر والثبات وأمنياتنا بالشفاء العاجل لجميع الجرحى والمصابين الذين خرجوا رافضين للانقلاب العسكري منذ قيامه في 25 أكتوبر 2021.

ونكرر أيضا أننا في حزب بناء السودان نؤمن بشكل قاطع بالحق المشروع للسودانيات والسودانيين في التظاهر والاحتجاج السلمي والمطالبة بحقوقهم. عليه، فإننا نود أن نخاطب جميع أصحاب المصلحة من شعب وسياسيين وقوات مسلحة وفاعلين في المشهد السياسي في وطننا الحبيب بتحكيم العقل للخروج من الأزمة الحالية وأن نتعامل معها سويا وبرؤية واضحة كآخر أزمة لوطننا الجريح. ونتقدم بالتالي كمساهمة أخرى منا للتعامل مع الأحداث الحالية واستعادة مسار التحول الديموقراطي بشكل صحيح:

1. نطالب كل قيادات القوات النظامية بالعمل بمهنية وعدم التعرض للمواطنين والمعتصمين والمواكب السلمية وأن يلتزموا بأداء وظيفتهم الحقيقية في حفظ حقوق المواطنين بالتظاهر وحرية التعبير عن الرأي وعدم استعمال أي من أنواع العنف في التعامل مع المتظاهرين مع الأخذ في الاعتبار أن المسؤولية الكاملة تقع على عاتقهم في حالة أي تجاوزات أو قمع قد يمارس ضد المتظاهرين.

2. ندعو جميع بنات وأبناء السودان من المتظاهرين أن يلتزموا بالسلمية وجميع صور الحرية في التعبير عن الرأي بشكل حضاري يليق بهم كمواطنين مطالبين بدولة حديثة بقيادة رشيدة تلبي كل احتياجاتهم في الحياة الكريمة دون أي تعطيل لمصالح غيرهم من المواطنين والتعاون مع الجهات المنظمة للتظاهرات وعدم اللجوء إلى قطع الطرق أو منع المرور أو تخريب الممتلكات العامة مع مراعاة أن حريتهم في التظاهر والاعتصام تنتهي عند حرية الآخرين ومصالحهم من علاج وتعليم وعمل وغيرها من متطلبات استمرارية الحياة اليومية. وأن يحدوا عن أي نوع من أنواع الاستفزاز والتعرض بأي من أشكال التخوين أو التقليل من دور القوات النظامية والقوات المسلحة السودانية في تظاهراتهم واعتصامهم لتفادي أي ردة فعل قد تؤدي إلى فقدان المزيد من أبناء وطننا الأعزاء وأن يدركوا تمامًا أن القوات النظامية ذات القوة الضاربة لن تستخدمها طالما لم نقدم لهم نحن كمواطنين مدنيين عزل أي عذر أو سبب لذلك. وأن نضع حفظ الحياة لكل أبناء هذا الوطن كقيمة عليا فيما تبقى من مشوار التحول الديموقراطي الصحيح لوطننا.

3. نشجب ونندد وندين ونرفض بكل قوة قرار المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير بوقف مسار التفاوض حيث أن أي نوع من أنواع التصعيد لن يسبب غير المزيد من الاشتباكات وإراقة الدماء والانسداد السياسي وإطالة الزمن الثمين المهدر في حالة اللادولة الحالية لوطننا الحبيب وندعوكم لتحكيم العقل والعودة إلى طاولة المفاوضات وأخذ مصلحة المواطن والوطن كالمقام الأسمى لتفادي المزيد من الندم والجلوس لمفاوضات أخرى حتمية ومتأخرة بعد كوارث أخرى لن تفضي إلا إلى ما هو مرجو وطبيعي منها ممثل في قيام حكومة غير محزبة لما تبقى من الفترة الانتقالية. وأن تبادروا بأن تكونوا متفقين فيما بينكم على أننا لن نعبر هذا الجسر المخلخل لعملية التحول الديموقراطي إلا بقيادة متفق عليها من كل الأطراف تتمثل في الوضع الحالي بشكل أمثل في عودة الدكتور عبدالله حمدوك إلى رئاسة الفترة الانتقالية بصلاحيات واسعة وعدم التدخل بأي شكل كان منكم في أعمال حكومته الانتقالية وأن تباشروا في دعم عملية قيام الانتخابات كما أشرنا في خارطة الطريق المقدمة من حزب بناء السودان سابقًا.

4. ندعو قيادات القوات المسلحة السودانية والمجلس العسكري للفترة الانتقالية إلى تحكيم العقل أيضا ومواصلة الحوار والمفاوضات وأن يضعوا مصلحة الوطن والمواطن في المقام الأول وأن يكونوا أصحاب دور فاعل في عملية التحول الديموقراطي المستدام لوطننا وأن يلتزموا بدورهم كحماة للوطن وحدوده كقوات مسلحة سودانية بعيدًا عن أروقة السياسة والتجارة وأن يبادروا بتقديم التنازلات وتسليم السلطة للشق المدني كما هو مقترح من قبلنا سابقا. ونؤكد لهم تماما أننا كمواطنين لا نود غير قوات مسلحة سودانية مفخرة للسودان بقدراتها وقائمة بواجباتها في حفظ الوطن والمواطن.

5. ننادي في حزب بناء السودان الأحزاب السياسية والوسط السياسي ككل ابتداء بأعضاء كل مكونات قوى الحرية والتغيير أن يبتعدوا تمامًا وأن يتوقفوا فورًا عن كل عمليات تقسيم الجماهير والحشد والشحن وزيادة الغبينة والضغينة في الشارع السوداني ولدى المواطنين وأن يلتفتوا إلى القيام بدورهم الحقيقي كسياسيين وأحزاب سياسية فاعلة في المشهد السياسي السوداني. وأن يتم ذلك ابتداء بالقيام بإصلاح مؤسسات هذه الأحزاب وتجهيز برامجها وحملاتها الانتخابية والنأي تماما عن أي تشاكس سياسي لأي منصب فيما تبقى من الفترة الانتقالية في حال أن المخرج المرجو والصحيح لعملية الحوار والمفاوضات هو حكومة انتقالية غير محزبة كما في النقطة (3) أعلاه.

6. نطالب وزارة الداخلية والنيابة العامة بالقيام فوراً بالتحقيق في كل أحداث القتل والعنف المفرط والتعرض للمتظاهرين التي أسفرت عن سقوط عدد من الشهداء ومئات الجرحى في المظاهرات الأخيرة بتاريخ 30 يونيو 2022 وأن يتم ذلك بكل مهنية وشفافية حيث أن أول خطوات تعافي الوطن من أزمته الحالية هي سيادة القانون ومحاسبة كل متجاوزيه ابتداء بأولئك المؤتمنين على تنفيذه ضمن نطاق صلاحياتهم المحددة والتي تتجلى في حفظ حياة وممتلكات المواطنين لا قتلهم والبطش بهم.

ونأمل أن يتعامل الجميع في هذه المرحلة الهشة من مشوارنا بتحكيم العقل والنأي عن تقديم أي مصلحة شخصية والتزام الجميع بأدوارهم بشفافية وغيرة تصب حقيقة في مصلحة تنمية الوطن والمواطن ونخشى أن النتيجة الحتمية لأي مسار غير ذلك هو القضاء التام على كل آمالنا كسودانيين وتمزيق ما تبقى من وطننا الحبيب دون عودة. ونرجو أن يكون هدفنا جميعًا ومعا هو قيام وطن لنا كمواطنين سودانيين يسوده حكم القانون بشفافية في كل التعاملات وفيه جيش وقوات شرطة وجهاز مخابرات عامة بعقيدة موحدة منهمكة في حماية المواطن ومصالحه والدفاع عن حقوقه وبعيدة كل البعد عن النظر للمواطن كعدو لحماية أي نظام سياسي. وأحزاب تتنافس منافسة شريفة للوصول إلى السلطة بغرض حقيقي هو وطن مزدهر ببرامجها المختلفة ومواطن مرفوع الرأس في دولة وبيئة تقدره وتحترمه وتحفظ كرامته وتقدم له كل احتياجاته من معيشة كريمة ومستقبل مشرق.

حزب بناء السودان
3 يوليو 2022

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى