ماذا قال شباب المقاومة للمسؤولة الأمريكية ؟
قبل يوم واحد من جلسة الحوار السوداني – السوداني
وثيقة تكشف حوارا دار بين مساعدة وزير الخارجية الأمريكية مع لجان مقاومة في الخرطوم وبعض الولايات
بقلم / بابكر عثمان
انتهى ذلك الحوار الذي لم يحضره الطرف الآخر في إشارة واضحة الى ان الأزمة ما زالت تراوح مكانها وكانت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية وصلت الخرطوم قبل هذا الحوار بيومين واجتمعت مع عدد من أطراف الأزمة ومنهم ممثلين عن تنسيقيات لجان المقاومة في العاصمة وبعض الولايات
تسرب لي من مصادر موثوقة محضر الاجتماع وايقنت مما قرأت ان الهوة التي تفصل بين هؤلاء الشباب والمجلس العسكري ما زالت كبيرة وعميقة و لكنني تيقنت أيضا من حديث المسؤولة الأمريكية ( مولي في ) أن وسائل الضغط على المجلس العسكري للعودة الى المسار الديمقراطي هو فقط الحوار ، وقليل من العقوبات الفردية على أعضاء الانقلاب
أبدت المسؤولة الأمريكية قلقها البالغ بشأن الوضع الاقتصادي في البلاد ( فكما هو، معلوم انه ومنذ الانقلاب قد تم وقف كل الدعم والمنح الدولية عن السودان.. كما نعلم أيضا ان الحكومة السابقة قد اغرقت السودان في كثير من الديون عملت الحكومة الأمريكية مع حكومة الفترة الانتقالية على تخفيفها لكن هذا الدعم ايضا قد توقف بعد الانقلاب كما ان صندوق النقد الدولي اوقف دعمه واوقفت ايضا الحكومية الأمريكية مبلغ ٧٠٠ مليون دولار قد خصصت لدعم الانتقال و لكن حاليا أثرت الحرب بين روسيا و اوكرانيا على اسعار البترول والمعززات الزراعية و سعر القمح و الحبوب في كل دول العالم وتحديدا في أفريقيا ) اضافت وقد قرات في تقرير للأمم المتحدة انه في نهاية سبتمبر هناك ما يقارب 18مليون سوداني سيكونون مهددين بالجوع وهو رقم مخيف )
أشارت المسؤولية الأمريكية انها قدمت للسودان للمرة الثالثة خلال ٨ شهور منذ ان تم تعيينها( وهذا يدل على مدى اهمية الوضع في السودان) و أنها دعت لهذا الاجتماع ( لتوضح اسباب وجودها في السودان و دورها كما تود ان تعرف رؤية شباب الثورة في الوضع السياسي الراهن ) من جهة ان ( العساكر قد رفعوا حالة الطوارئ واطلقوا سراح المعتقلين كما ان الآلية الثلاثية تدعم الحوار)
حضر اللقاء من الجانب الأمريكي أثنان من مساعدي السيدة مولي في ، إضافة الى السيدة لوسي تاملين ( القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية بالخرطوم ) و بدا من اللهجة التي تحدث بها شباب المقاومة أنهم يعولون كثيرا على الجهود والمساندة التي ستبذلها الولايات المتحدة لوضع المسار الديمقراطي في اتجاهه الصحيح وقال ممثل لإحدى الولايات ( نقدر دوركم في دعم التحول الديمقراطي و عزل الحكومة الحالية و نحن نؤكد اننا ماضون في سلميتنا و اود ان اوضح بان طبيعة الشعب السوداني تقي الشعب من المخاوف التي تساوركم بشأن الانشقاقات الداخلية ..كما اننا ندرك سوء الوضع الاقتصادي لكنه افضل لنا من وجود هذه الطغمة في الحكم و ما تمارسه من عنف ممنهج و قمع . لكننا نتساءل ماذا قد يكون ردة فعل الثكالى والأرامل وكل المكلومين عند رؤيتهم هؤلاء المجرمين مرة أخرى على سدة الحكم اعتقد أن الشارع لن يقبل هذا الأمر و سوف يقوم بالتصعيد ضده ) فيما ابدى شاب آخر امتعاضه من أي اتفاق مع العسكر وهو يوجه حديثه للمسؤولة الامريكية قائلا ( اي سيناريو لحل الأزمة بتكون فيهو المجموعة الانقلابية، ما حا ينفع مع الشعب السوداني ، وفرضا انو احنا اتفقنا معاهم ورضينا بي وجودهم في السلطة تاني ، انتي ضماناتك شنو ومدى تأثيرك عليهم شنو عشان نضمن عدم انقلابهم تاني ؟ انو في واحدة من زياراتك يوم ١٧ نوفمبر ، وقبل ما تغادري السودان حصلت مجزرة في مدينة بحري سقط فيها اكثر من 14 شهيد و 140 اصابة) فيما طلب ممثل تجمع لجان الحاج يوسف دعم الولايات المتحدة للحراك السلمي ودعم المصابين والجرحى و الذين بلغ عددهم 3200 جريح و تزداد اعدادهم في كل يوم و تزيد تكلفة عالجهم مما يؤثر سلبا على الحراك )
وأثار أحد الشباب ان وجود الاتحاد الأفريقي ضمن الألية الثلاثية لا يخدم الحوار ( لعلمنا ان معظم هذه الدول تدعم الانقلابات العسكرية و الحكم الديكتاتوري .) فردت السيدة مولي متسائلة (حتى بعد ان جمد الاتحاد الأفريقي عضوية السودان ؟) ولكن شابا آخر من لجان أحياء بحري قال بحزم (نشكر الإدارة الأمريكية ، على الاهتمام بالشأن السوداني ، و على الدعوة للاجتماع لأخذ أراءنا . نوضح نحن في لجان المقاومة عدم المشاركة في العملية السياسية المطروحة من قبل الآلية الثلاثية ، و انو نحنا ما حا ندخل في تفاوض مباشر و او غير مباشر مع السلطة العسكرية الموجودة . و نؤكد على ان شعاراتنا المتمثلة في “لا تفاوض لا شراكة لا مساومة ” هو شعار حقيقي و يعبر عن السودانيين نابع من تجربة الشراكة السابقة مع المؤسسة العسكرية في الوثيقة الدستورية السابقة و تجاوزاتهم السافرة ، و الخروق المستمرة لها و تنصلهم الكامل من جميع المعاهدات و الاتفاقيات ، بالإضافة الى تجارب السودان السابقة ) وواصل حديثه ليختم بالقول ( يجب على الحكومة الأمريكية دعم خيارات الشعب السوداني و احترام ارادة الشعوب و عدم دعم الانقلاب العسكري و محاولة إضفاء شرعية مصطنعة بواسطة عملية سياسية مرفوضة في الأساس من كل قوى التغيير كما نطالب الولايات المتحدة الأمريكية و اصدقائها فرض عقوبات فردية على قادة الانقلاب . والضغط على دول الإقليم الداعمة للانقلاب و إيقاف الدعم المادي المزمع في الشهور القادمة لسلطة الانقلاب ، الدعم يعني مزيد من العنف و الانتهاكات في حق المدنيين و عدم اعتماد سفراء الانقلاب في الخارج .) فيما أشار شاب آخر ممثل تنسيقية شرق النيل جنوب.بقوله ( اود فقط ان اؤكد على النقطة التي اشار اليها زميلي بشأن العقوبات الفردية لأنها تمنع هذه الشخصيات من تمثيل البلاد خارجيا و تمنعهم من ابرام الصفقات والاتفاقيات المشبوهة التي تضر بمصالح الشعب السوداني ومستقبل السودان) وأشار شاب آخر الى نقطة مثيرة للجدل وهي (ان العسكر لديهم ادوار محددة من الحماية لذا نؤكد ان لا يخرجوا عن ادوارهم المنشودة و ان يعودوا لثكناتهم كما اننا نشدد على ضرورة المحاسبة العادلة لجميع المجرمين و نرفض الخروج الآمن للانقلابين سواء عساكر او مدنيين و أن يتم وضع قوانين تمنع الانقلاب مرة اخرى على الشرعية. وان نسعي لفرض ولاية وزاره المالية على المال العام بما يشمل المؤسسات والشركات التابعة للقوات النظامية والشركات الرمادية ومراجعة جميع الاتفاقيات الاقتصادية التي أدت الى تدهور الاقتصاد السوداني. كما اننا ندعوكم لقراءة الميثاق و الرؤية)
استمعت السيدة مولي في الي الكثير من الحجج التي ساقها شباب الثورة لعدم ثقتهم في قادة الانقلاب ونوياه وممارساته ولكنها ختمت لقاءها بقولها ( .. إننا نؤكد ضرورة الحوار المباشر) و إنني وبعد المحادثات التي قمت بها مع معظم المكونات المدنية ارى انكم متفقين في الأهداف و في رفضكم للانقلاب العسكري لذا فأني ارى ان الحوار سوف يعلي الصوت المدني و الأهداف النبيلة على الاصوات الأخرى فقد عانى السودان من 30 عاما من الحكم العسكري لذا فانا اشبهه بالشجرة الكبيرة ذات الجذور العميقة التي يحتاج اقتلاعها للقوة ، كما انني اتفق معكم ان ليست كل الدول بداخل الأمم المتحدة تدعم الخيار المدني .. في الختام نحن نؤكد دعمنا لكم و نشيد بحراككم السلمي رغم ما تواجهونه من قمع و اوكد ان العملية التفاوضية ليست مثالية لكنها خطوة في اتجاه التغيير)